روى الإمام أحمد في مسنده عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: (ما من حاكم يحكم بين الناس)، وهذا الكلام يشمل كل من تصدر للحكم بين اثنين سواء القاضي، أو رئيس المحكمة، أو كبير العائلة، أو رئيس الوزراء، أو رئيس الجمهورية، أو الملك، أو الحاكم، أو الإمبراطور، لأن كل من حكم بين اثنين فهو حاكم، قال صلى الله عليه وسلم: (ما من حاكم يحكم بين الناس إلا ويحبس يوم القيامة، وملك آخذ بقفاه)، عندما يقبض العسس على المتهم يمسكونه وراء رأسه مثل الأرنب، وهذا نفس القضية؛ لأن قفاه هذا ما كان ينحني أبداً، تقول له: يا أخي! انظر في الصلاة إلى موضع سجودك، النبي صلى الله عليه وسلم أمر بهذا، وذكر عقاب من يرفع بصره أن الله يخطفه فيصبح أعمى، ويقول صلى الله عليه وسلم: (صلوا كما رأيتموني أصلي) وقد كان يضع بصره في موضع سجوده.
قال صلى الله عليه وسلم: (وملك آخذ بقفاه حتى يقف به على جهنم، ثم يرفع رأسه إلى الله عز وجل) وهذا هو الملك الذي يرفع رأسه إلى الله وليس الحكم: (فإن قال الله للملك: ألقه، يلقه في سبعين خريفاً في جهنم).
وفي الحديث الذي رواه الإمام مسلم: (يؤتى بالحاكم العادل يوم القيامة ينتفض به الجسر انتفاضة)، يعني: الصراط يهتز به هزة، قال: (فيطير كل عضو من أعضائه عن موضعه، لا يجمعها له إلا عدله).
وعن الخليل عن عبد الله بن أبي عاصم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (الحواميم سبع) من بداية سورة غافر إلى سورة الأحقاف، فهذه سبع سور كلها تبدأ بـ (حم)، (من واظب عليهن سدت كل سورة باباً من أبواب النار)، والمقصود: أنه يقرأهن بتدبر وتمعن ويعمل بما فيهن من أوامر ونواه.
وابن عباس يقول: كلما جئت إلى الحواميم شعرت أني في رياض أتأنق فيهن، يعني: آخذ وردة من هنا ووردة من هنا، وزهرة من هنا وزهرة من هنا، فاقرأ سورة غافر واسمع ما فيها من عظات.