قال صلى الله عليه وسلم: (حفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات).
وقال صلى الله عليه وسلم: (خلق الله الجنة وقال: يا جبريل! اطلع عليها اطلاعة، فرأى سيدنا جبريل الجنة وما فيها من نعيم فعاد منشرحاً فقال: وعزتك وجلالك ما سمع أحد عنها إلا ودخلها، ما أظن أن أحداً لن يدخلها) فهذا نعيم ما بعده نعيم، وكلٌ سيعمل حتى يرى ذلك.
قال صلى الله عليه وسلم: (فأحاطها الله بالمكاره) فمن المكارة أن تأتي الجامع في الحر، وتقوم لصلاة الفجر، وتقوم بالليل، وتصوم بالنهار، وتتحمل الظلم والأرق، وتتحمل زوجتك سليطة اللسان، والزوجة الطيبة تتحمل زوجها، وكذلك الصبر وعدم الشتيمة، ولا ترد على السيئ بالسيئ، فكل هذه مكاره يصعب جداً تحملها.
فقال: (اذهب فانظر إليها، فعاد جبريل فقال: ما أظن أحداً سوف يدخلها) لأن فيها مكاره كثيرة، فكيف ترجع الحقوق لأهلها، وكيف يعبد الله حق عبادته، وكيف يتقى الله حق تقاته، وكيف يكون الرجل مؤمناً صادقاً، وكيف لا يحمل في قلبه كبراً ولا حقداً على مسلم؟! فالمسألة صعبة.
قال: (ولما خلق الله النار، قال: يا جبريل! اطلع عليها اطلاعة، فعاد جبريل مرعوباً وقال: وعزتك وجلالتك ما سمع أحد عن عذابها إلا وعمل من أجل عدم دخولها) أي: ليس من الممكن أن يدخلها أحد.
قال صلى الله عليه وسلم: (فأحاطها الله بالشهوات) بنظرة، وكلمة، وأغنية، ورقصة، وهذه جلسة، وهذا مال جاء بطريقة غير مشروعة، وهذه ليست رشوة هذه إكرامية، وهذه تفتيح مخ، وهذه ترشيد حال، وهذه ليست خمراً بل تنظف الكلى، سبحان الله! وكلها شهوات.
قال صلى الله عليه وسلم: (فعاد سيدنا جبريل وقال: ما أظن أن أحداً سوف ينجو منها).
فحفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات.