الشفاعة لمن سيمنع من الشرب من الحوض

الشفاعة الرابعة: لمن يمنع من الشرب من الحوض يوم القيامة، اللهم اسقنا من حوض الكوثر شربة لا نظمأ بعدها أبداً.

الحوض عرضه كما بين صنعاء اليمن وبصرى، وأما طوله فلا يعلمه إلا الله، ومن شرب منه لابد أن يدخل الجنة، لأن الذي يشرب شربة من حوض الكوثر لا يطلب الماء بعد ذلك، وعدد الأكواب لهذا الحوض كعدد نجوم السماء، وكم نجم في السماء؟ لا يعلمه إلا الله، والرسول هو السقاء على الحوض، وتخيل أنك دخلت على رئيس مجلس الإدارة للشركة التي تعمل فيها، فأول ما دخلت استقبلك بكوب فيه شراب قائلاً لك: تفضل، ثم أخذ بيدك وتعامل معك بأحسن الأخلاق، فما شعورك حينئذٍ؟ فكيف شعورك إذاً عندما يسقيك النبي صلى الله عليه وسلم من حوض الكوثر؟ قال تعالى: {تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ} [المطففين:24]، فأول ما يشرب من هذا الحوض ينور وجهه، وهذا من أهل الجنة، وأول شربة تدخل معدتك من حوض الكوثر تنزع الغل والحقد والحسد منك، فتدخل إلى الجنة ملائكياً لا نوازع شر عندك، قال تعالى: {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ} [الحجر:47]، اللهم اجعلنا منهم يا رب.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015