قال تعالى: {وَإِذَا النُّجُومُ انكَدَرَتْ} [التكوير:2].
إن الماء يكون صافياً عذباً ورائقاً وعندما تشوبه شوائب يصبح مكدراً.
والكدر أصله من الكدرة والحزن، يقال: كدر الضابط، أي: أدخل الكآبة على نفسه، كذلك النجوم، فالنجوم أصلاً مضيئة، فإذا اضمحل نورها أصبحت منكدرة، وهذا يوم الانكدار فالشمس تركت المدار والكواكب تناثرت من السماء؛ لأن السماء تشققت، والمدارات اختلت، وكل شيء ضاع، ويكون النور كما قال تعالى: {وَأَشْرَقَتِ الأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا} [الزمر:69] ففي النهار أنت تحيل الضوء إلى الشمس، وفي الليل وأنت في الحقل أو في الصحراء تحيل الضوء إلى القمر، وفي يوم القيامة تذهب كل هذه الوسائط، قال تعالى: {وَأَشْرَقَتِ الأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا} [الزمر:69] فالذي يضيء الكون هو رب الكون، وهكذا ترجع الأمور إلى حقائقها، فذا يوم الانكدار.