الحمد لله حمداً يوافي نعم الله علينا ويكافئ مزيده، وصلاة وسلاماً على المبعوث رحمة للعالمين، سيدنا محمد، اللهم صل وسلم وبارك عليه صلاة وسلاماً دائمين متلازمين إلى يوم الدين.
أما بعد: فهذه بمشيئة الله عز وجل هي الحلقة التاسعة في سلسلة حديثنا عن الدار الآخرة، أو عن الموت وما بعده، ندعو الله في أولها أن يجعلها في ميزان حسناتنا يوم القيامة.
اللهم ثقل بهذه المجالس موازيننا يوم القيامة، وثبت على الصراط أقدامنا، وأنر طريقنا بها يوم القيامة.
اللهم ثبت بها أقدامنا على الصراط يوم تزل الأقدام.
اللهم أعطنا بها كتبنا بأيماننا، ولا تعطنا كتبنا بشمائلنا أو من وراء ظهورنا، اللهم اجعل خير أعمالنا خواتيمها، وخير أيامنا يوم أن نلقاك، لا تدع لنا في هذه الليلة العظيمة ذنباً إلا غفرته، ولا مريضاً إلا شفيته، ولا عسيراً إلا يسرته، ولا كرباً إلا أذهبته، ولا هماً إلا فرجته، ولا ديناً إلا قضيته، ولا ضالاً إلا هديته، ولا ميتاً إلا رحمته، ولا مسافراً إلا رددته غانماً سالماً.
اللهم من أراد بالمسلمين كيداً فاجعل كيده في نحره.
اللهم من أراد بمسلم سوءاً فاجعل كيده في نحره، أوقع الكافرين في الكافرين، أوقع الظالمين في الظالمين، وأخرجنا من بينهم سالمين، اطرد عن بيوتنا شياطين الإنس والجن.
اللهم أبعد عن بيوتنا شياطين الإنس والجن، اللهم أبعد عن أبنائنا وبناتنا وزوجاتنا وأزواجنا وذرياتنا وأهلينا شياطين الإنس والجن.
اللهم يا أرحم الراحمين ارحمنا برحمتك، واغفر لنا واسترنا.
اللهم يا من سترتنا في الدنيا لا تفضحنا على رءوس الأشهاد يوم القيامة.
اللهم أظلنا بظل عرشك يوم لا ظل إلا ظلك، أبعدنا عن النار وما قرب إليها من قول أو عمل، وقربنا من الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل، أكرمنا ولا تهنا، اللهم أكرمنا ولا تهنا اللهم أكرمنا ولا تهنا، إن لم نكن أهلاً لرحمتك فرحمتك أهل أن تصلنا، ربنا اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون، ربنا اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون ربنا اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون.
اللهم رقق قلوبنا بالإيمان، اللهم وأحسن خلاصنا، وفك أسرنا، وثبت يقيننا، وقو عقيدتنا، وانصر ديننا.
اللهم انصر الإسلام والمسلمين اللهم انصر الإسلام والمسلمين اللهم انصر الإسلام والمسلمين، حول حالنا إلى أحسن حال اللهم حول حالنا إلى أحسن حال اللهم حول حالنا إلى أحسن حال، اجعل اللهم خير أعمالنا خواتيمها، وخير أيامنا يوم نلقاك، اجعل قبورنا روضة من رياض الجنة، لا تجعلها حفرة من حفر النار، ثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة، اللهم ارزقنا يا مولانا قبل الموت توبة وهداية، ولحظة الموت روحاً وراحة، وبعد الموت إكراماً ومغفرة ونعيماً.
اللهم اجعل من أمامنا نوراً، ومن خلفنا نوراً، وعن أيماننا نوراً، وعن شمائلنا نوراً، ومن فوقنا نوراً، ومن تحتنا نوراً، واجعل لنا نوراً، واجعلنا نوراً.
اللهم أكرمنا بالقرآن، وأكرمنا برسول القرآن، اللهم أكرمنا به يا رب العالمين، فرح اللهم قلبه بنا يوم القيامة، اسقنا من حوضه الشريف شربة لا نظمأ بعدها أبداً.
اللهم أظلنا بظل عرشك يوم لا ظل إلا ظلك.
اللهم متعنا بالنظر إلى وجهك الكريم اللهم متعنا بالنظر إلى وجهك الكريم اللهم متعنا بالنظر إلى وجهك الكريم.
نسألك يا ربنا رضاك والجنة، ونعوذ بك من سخطك والنار.
اللهم إنا نسألك رضاك والجنة، ونعوذ بك من سخطك والنار، اللهم إنا نسألك رضاك والجنة ونعوذ بك من سخطك والنار.
اللهم تقبل منا دعاءنا، واغفر لنا وارحمنا وأنت خير الغافرين.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله، وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
هذه بمشيئة الله عز وجل هي الحلقة التاسعة التي تخص حلقة من أخطر حلقات الدار الآخرة، وهي تخص الحديث عن البعث والنشور والحشر إلى الله عز وجل.
فاللهم ابعثنا مسلمين مؤمنين موحدين، ابعثنا في زمرة الصالحين، في معية رسولك صلى الله عليه وسلم يا رب العالمين.
قضية البعث ككل حلقات الدار الآخرة قضية غيبية، ومعنى أنها قضية غيبية، أي: ليس للعقل فيها مكان أو اجتهاد أو رأي، فليس لشخص أن يقول في قضية غيبية: أنا يتصور لي كذا! أو أتخيل كذا! أو أظن كذا! ولكن قضية البعث ككل قضايا وأمور الدار الآخرة، قضية لا إعمال للعقل فيها، وأحزن كثيراً على الإخوة الذين يشغلون أنفسهم بأشياء خارج نطاق قدرتهم؛ فتعطلهم عن حضور مجالس ودروس الدار الآخرة.
ودروس الدار الآخرة هي عبارة عن دروس تقوي عقيدة المؤمن، وتفهمه وتعلمه كيف يكون لقاء الله عز وجل، فيكون مستعداً لهذا اللقاء.
اللهم اجعلنا من المستعدين للقائك يا رب، حتى نكون من السعداء، لذلك لا ينبغي أن تقول أيها المسلم على ابنك أو ابنتك الذي يمرح كثيراً في البيت: هذا ولد شقي؛ لأن الشقي: من حرم رحمة الله، ولكن قل: هذا ولد متعب، أو عصبي، أو مشاكس قليلاً، فلا داعي لكلمة شقي؛ لأنك حكمت على ابنك بالشقاء، ونسأل الله أن يبعدنا وإياكم عن أهل الشقاء؛ لأن الله يقول يوم القيامة عن الناس: {فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ} [هود:105]، فاللهم اجعلنا من السعداء في الدارين يا رب؛ لأن كلمة (شقي) قد تؤمن الملائكة عليها، فتخسر الولد دنيا وآخرة، فلا داعي لكلمة (شقي)، كما وضح لنا النبي صلى الله عليه وسلم، وكان له اهتمام بمدلول الألفاظ: (جيء برجل مغيب العقل)، ونعرف أن مغيب العقل هو المجنون، فقالوا: هذا رجل مجنون يا رسول الله، فقال: (لا تقولوا: مجنون، قولوا: مصاب، إنما المجنون من حرم رحمة الله عز وجل).
إذاً: فالمجنون هو الذي ترك دروس العلم، وترك قراءة القرآن، هو الذي لا يصلي، ونحوه، فهذا هو المجنون الحقيقي، أما لو أصيب شخص في عقله فهو مصاب، نسأل الله أن يشفي كل مريض.
إذاً: فالقضية أن يتنبه المرء لمدلول الألفاظ، وموقف الشرع منها.