ثم قال عليه الصلاة والسلام: (والمساجد طرقاً) أي: أن يبقى المسجد طريقاً فقط، فيدخل الإنسان ليتوضأ أو ليقضي حاجته ثم ينصرف، يعني: يستخدم المسجد كدورة مياه، أما أن يصلى فيه، أو تحضر الدروس العلمية فليس هذا عند كثير من الناس.
فهذه خمسة وتسعون علامة من علامات الساعة الصغرى، وكلها ظهرت، ولم يبق إلا أن تطلع الشمس من مغربها، أو أن تظهر الدابة، أو ينزل المسيح عليه السلام، أو أن يظهر المسيخ الدجال، أو الدخان، أو يأجوج ومأجوج، وعندئذٍ لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيراً.
أيها الأخ المسلم الكريم! إنها دروس مرعبة ومخيفة حقيقة، تعرفنا أصول ديننا وأحكامه، فليعد الإنسان إلى رحاب ربه، ولندع عسى أن تكون ساعة من ساعات الإجابة: اللهم اختم لنا منك بخاتمة السعادة أجمعين، اللهم اختم لنا بالإيمان يا رب العالمين.
اللهم اجعل خير أعمالنا خواتمها، وخير أيامنا يوم نلقاك.
اللهم إنا نسألك إيماناً صادقاً، وعلماً نافعاً، ونعوذ بك من علم لا ينفع، ومن دعاء لا يسمع، ومن عين لا تدمع، ومن بطن لا تشبع، ومن قلب لا يخشع، ومن نفس لا تقنع، ومن دعاء لا يسمع.
اللهم إنا نسألك رضاك والجنة، ونعوذ بك من سخطك والنار.
اللهم إنا نسألك رضاك والجنة، ونعوذ بك من سخطك والنار، اللهم إنا نسألك رضاك والجنة، ونعوذ بك من سخطك والنار، أكرمنا ولا تهنا، وأعطنا ولا تحرمنا، وزدنا ولا تنقصنا، كن لنا ولا تكن علينا، آثرنا ولا تؤثر علينا، انصرنا ولا تنصر علينا، اغفر لنا وارحمنا وأنت خير الغافرين.
اللهم اجعل الحياة زيادة لنا في كل خير، واجعل الموت راحة لنا من كل شر، أصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وآخرتنا التي إليها معادنا، واقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معاصيك، ومن طاعتك ما تبلغنا به الجنة، ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا، اللهم متعنا بأسماعنا وأبصارنا وقوتنا ما أحييتنا، واجعله الوارث منا، واجعل ثأرنا على من ظلمنا، ولا تجعل مصيبتنا في ديننا، ولا تجعل الدنيا أكبر همنا، ولا مبلغ علمنا، وانصرنا على من عادانا.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
أيها الإخوة الأحباب! يعز على الإنسان أن يدعكم مدة، وتتركون في قلب المسلم وقلبي فراغاً كبيراً، فإني أحبكم في الله عز وجل، وأنتم أحبتي في الله، جمعنا الله وإياكم دائماً في كل ما هو خير، وجمعنا وإياكم على تقواه وطاعته، وعلى الاستقامة على طريقه، إن ربنا على ما يشاء قدير.
لا تنسونا أبداً من صالح دعائكم، واجعلونا في بالكم دائماً، فإن دعاء المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجاب إن شاء الله، وأنا لن أنساكم أبداً إن شاء الله من الدعاء.
جزاكم الله عني خيراً، وبارك فيكم وبوركتم دنيا وأخرى، وأستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه.