ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: (وكتمان شهادة الحق) هذه عكس الأولى.
دخلت امرأة على شريح القاضي تبكي بكاءً مراً، تقول: زوجي ظلمني أيها القاضي! وتبكي، والقاضي يرى مثل حالتها كل يوم، وقد عرف المغزى، فقال له من بجواره: أيها القاضي مظلومة، قال له: وما الذي أدراك؟ قال: ألا ترى بكاءها؟ فقال له: إخوة يوسف جاءوا أباهم عشاءً يبكون، وقد رموا أخاهم في الجب، أي: جاءوا بعد غياب الشمس من أجل الدموع الكاذبة لا تكون واضحة، نسأل الله أن يجعلنا من أهل الصدق.
فإياك وكتمان شهادة الحق، وإن طلبت منك شهادة، فلا تقل: وأنا مالي؛ لأن الله يقول: {وَمَنْ يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ} [البقرة:283].