ومن هذا: قوله - صلى الله عليه وسلم -: "ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنّة" (?).
ومن هذا قوله، وقد سألوه عن وصاله في الصوم، فقال: "إنّي لستُ كهيئتكم، إنّي أظَلُّ عند ربّي يطعمني ويسقيني" (?). فأخبر - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أنّ ما يحصل له من الغذاء عند ربه يقوم مقام الطعام والشراب الحسّي، وأنّ ما يحصل له من ذلك أمر يختصّ (?) به، لا يشركه فيه غيره، فإذا أمسك عن الطعام والشراب فله عنه عوض يقوم مقامه، وينوب منابه، ويغني عنه، كما قيل (?):
لها أحاديث من ذكراك تَشغلها ... عن الشراب وتُلهيها عن الزادِ
لها بوجهك نور تستضيء به ... ومن حديثك في أعقابها حادِ (?)
إذاشكَتْ من كَلال السيرِ أُوعِدُها ... رَوْحَ اللقاء فتحيا عند ميعادِ (?)