المالح هو الساكن، فسمَّى (?) القرى. التي على المياه الجارية باسم تلك المياه.

وقال ابن زيد: {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ} [الروم: 41] قال: الذنوب (?).

قلت: أراد أنّ الذنوب (?) سبب الفساد الذي ظهر. وإن أراد أنّ الفساد الذي ظهر هو الذنوب نفسها، فيكون قوله (?) {لِيُذِيقَهُمْ} لام العاقبة والتعليل.

وعلى الأول، فالمراد بالفساد النقصُ والشرُّ والآلامُ التي يُحدثها الله في الأرض عند معاصي العباد، فكلّما أحدثوا ذنبًا أحدث لهم عقوبةً، كما قال بعض السلف: كلّما أحدثتم ذنبًا أحدث الله لكم من سلطانه عقوبةً (?).

والظاهر- والله أعلم- أنّ "الفسادَ" المرادُ به الذنوبُ وموجَباتها (?).

ويدل عليه قوله: {لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا}. فهذا حالنا، وإنّما أذاقنا الشيءَ اليسيرَ من أعمالنا، فلو (?) أذاقنا كلَّ أعمالنا لما

طور بواسطة نورين ميديا © 2015