فصل: هوان العبد على ربه

فصل

ومنها: أن المعصية سبب لهوانِ العبد على ربه، وسقوطِه من عينه.

قال الحسن البصري: هانوا عليه فعصَوه، ولو عزّوا عليه لَعَصَمهم (?).

وإذا هان العبد على الله لم يكرمه أحد، كما قال تعالى: {وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ} [الحج: 18]. وإنْ عظّمهم الناس في الظاهر لحاجتهم إليهم أو خوفًا (?) من شرّهم، فهم في قلوبهم أحقر شيء وأهونه.

ومنها: أن العبد لا يزال يرتكب (?) الذنب، حتّى يهون عليه، ويصغر في قلبه. وذلك علامة الهلاك، فإنّ الذنب كلّما صغُر [28/ أ] في عين العبد عظُم عند الله.

وقد ذكر البخاري في صحيحه (?) عن ابن مسعود (?) قال: إن المؤمن يرى ذنوبه كأنّه (?) في أصل جبل يخاف أن يقع عليه. وإنّ الفاجر يرى ذنوبه كذباب وقع على أنفه، فقال به هكذا، فطار.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015