ورجل آخر، فقال لها الرجل: يا أمّ المؤمنين حدّثينا عن الزلزلة، فقالت: إذا استباحوا الزنا (?)، وشربوا الخمر (?)، وضربوا بالمعازف، غار الله عَزَّ وَجَلَّ في سمائه، فقال [22/ أ] للأرض: "تزلزلي بهم". فإن تابوا ونزَعوا، وإلا هَدَمها عليهم. قال: يا أم المؤمنين، أعذابًا لهم؟ قالت: بل موعظةً ورحمةً للمؤمنين، ونكالًا وعذابًا وسخطًا (?) على الكافرين. فقال أنس: ما سمعتُ حديثًا بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنا أشدّ فرحًا منّي بهذا الحديث.

وذكر ابن أبي الدنيا (?) حديثًا مرسلًا أنّ الأرض تزلزلت على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فوضع يده عليها، ثم قال (?): "اسكني فإنّه لم يأنِ لكِ بعدُ". ثم التفت إلى أصحابه، فقال: "إنّ ربكم يستعتبكم فأعْتِبوه". ثم تزلزلت بالناس على عهد عمر بن الخطاب، فقال: أيها الناس ما كانت هذه الزلزلة إلا عن شيء أحدثتموه. والذي نفسي بيده لئن عادت لا أساكنكم فيها أبدًا!

طور بواسطة نورين ميديا © 2015