لا، بل يكون القصد هو رضى الرحمن وحده، سواء رضي الناس أم غضبوا، وكذلك يكون الحوار على سنة محمد صلى الله عليه وسلم وبأسلوبه الكريم، فإن الله تعالى يقول: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} الأحزاب (21) ، فإن كنت قائداً فهو أسوتك، وإن كنت جندياً فهو أسوتك، وإن كنت معلماً فهو مدرستك، وإن كنت طالباً فهو معلمك، وإن كنت زوجاً فهو مثالك في الحياة الزوجية والأسرية، وإن كنت مقاتلاً فهو معك يعلمك، وإن كنت داعية بالحسنى فهو أستاذك, فالمقصود أنه صلى الله عليه وسلم قدوة الأمة الصالحة لكل زمان ومكان، فلا تستطيع أن تعمل عملاً أو تسلك طريقاً خيّراً إلا تجده أمامك ليرشدك الطريق، فكان لزاماً علينا معشر المسلمين وقد حققنا الشرط الأول وأخلصنا العمل لله تعالى دون شريك أن نحقق الشرط الثاني؛ وهو تحقيق المتابعة الخالصة له صلى الله عليه وسلم، حتى تكون جميع أمورنا في هذه الحياة قائمة على بناء سليم قويم، ومن ذلك فنون الحوار في التعامل مع الخلاف وأهله بأدب وروية حتى يسير على أسس الحوار العلمي الصحيح بإذن الله تبارك وتعالى.