وهذا منهج سلوكي يجب أن نتبعه ما دمنا مسلمين متابعين لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنه بعد ذلك سوف يوضح لك هذا الشخص وجهة نظره ورؤيته للأمر، أو ينفي علاقته بتلك المخالفة، أو حتى يقلع عن المخالفة فوراً بلا حوار، فلعل الرجل لديه شبهة أو قرأ فكرة منحرفة خدشت سلوكه ومبادئه، أو طرأ عليه طارئ لا تعلمه فوق استطاعته كان سبباً فيما سمعتَ أو نُقل إليك من خلاف عنه, وفي قصة حاطب - رضي الله عنه - عندما كتب إلى أهل مكة يخبرهم بخطة الرسول صلى الله عليه وسلم: (وهذا فعل خطير) ، وأراد عمر - رضي الله عنه - قتله لأنه رأى أن هذا العمل نفاق، ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم قال لحاطب: «ما هذا يا حاطب؟) ، قال: لا تعجل عليَّ يا رسول الله، إني كنت امرءاً من قريش ولم أكن من أنفَسِهم، وكان من معك من المهاجرين لهم قرابات يحمون بها أهليهم وأموالهم بمكة، فأحببت إذ فاتني من النسب فيهم أن أصطنع إليهم يداً يحمون قرابتي. وما فعلت ذلك كفراً ولا ارتداداً عن ديني, فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (إنه قد صدقكم) ، فقال عمر: دعني يا رسول الله فأضرب عنقه. فقال صلى الله عليه وسلم: إنه شهد بدرًا وما يدريك لعل