الأُولَى - (كُذِّبُوا) - بِضَمِّ الكَافِ وَتَشْدِيدِ الذَّالِ - وَكَذَلِكَ كَانَتْ تَقْرَؤُهَا عَائِشَةُ رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهَا - وَمَعْنَاهَا: إِنَّ الرُّسُلَ اسْتَيْقَنُوا أَنَّ قَوْمَهُمْ قَدْ كَذَّبُوهُمْ، وَلَنْ يُؤْمِنُوا لَهُمْ، وَيَئِسُوا مِنْ قَوْمِهِم الكَافِرِينَ.

وَالثَّانِيَةُ - (كُذِبُوا) - بِضَمِ الكَافِ وَتَخْفِيفِ الذَّالِ - وَكَذَلِكَ كَانَ يَقْرَؤُهَا ابْنُ عَبَّاسٍ - وَمَعْنَاهَا: إِنَّهُ لَمَّا يَئِسَ الرُّسُلُ مِنْ أَنْ يَسْتَجِيبَ لَهُمْ قَوْمُهُمْ، وَظَنَّ قَوْمُهُمْ أَنَّ الرُّسُلَ قَدْ كَذَبُوهُمْ، جَاءَ نَصْرُ اللهِ فَأَيَّدَ الرُّسُلَ.

فَفِي القِرَاءَةِ الأُوْلَى: يَشْعُرُ الرُّسُلُ أَنَّهُمْ كُذِّبُوا مِنْ قِبَلِ أَقْوَامِهِمْ.

وَفِي القِرَاءَةِ الثَّانِيَةِ: يُدْرِكُ القَوْمُ أَنَّ الرُّسُلَ كَذَبُوهُمْ بِمَا جَاؤُوهُمْ بِهِ (?)

ــــــــــ

الأمر الثامن) - لا يجوز الثقة بوعود الكفار والفجار

لا بد أن يعي المسلمون اليوم ولاسيما المجاهدين منهم وهو كما قلت أن الكفار لا عهد لهم ولا ذمة وكذلك الطواغيت فلا يجوز الثقة بوعودهم

ومن ثم نقول لهم: لا تسلموا أنفسكم لا للطواغيت ولا للكفار الصرحاء

بل موتوا في ساحات الوغى مكرمين معززين عند الله وعند الناس خير لكم من أن تموتوا تحت التعذيب والقهر وربما استسلامكم سيضر بالكثيرين غيركم وهذا لا يجوز في شرع الله تعالى

وكذلك إذا هجم الكفار على بيوتكم أو الطواغيت وزبانيتهم فقاتلوا عن دينكم وأعراضكم وأموالكم وحرماتكم حتى آخر لحظة

ففي البخاري عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ» (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015