بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد:
فهذا موضوع من الموضوعات التي صارت اليوم ذات أهمية بالغة، فالتجسس معروف منذ أقدم العصور، وله أشكال وصور متعددة، فمنه تجسس الدول على بعضها، أو الدولة على أعدائها لحماية نفسها، ومنه تجسس الحاكم على الرعية، ومنه تجسس الناس على بعضهم البعض، وكل ذلك له أحكامه وضوابطه الشرعية، ومن أسوأ أنواع التجسس اليوم ما يقوم به بعض المسلمين الذين باعوا دينهم بثمن بخس في التجسس لمصلحة الكفار على المسلمين، أو التجسس على الأخيار والأبرار والمجاهدين والصادعين بالحق لمصلحة طغاة العرب والعجم، وهو من أشد المحرمات، بل وصفه كثير من العلماء بالكفر الصريح والردة التي تخرج صاحبها من الدين ...
وهذا الكتاب موجه للدول وللمجتمعات وللأفراد أيضا ...
وقد بحث الفقهاء هذه الأشياء في كتبهم وكذلك المفسرون والمحدثون أيضاً، لكن المسألة ازدادت تعقيدا في عصرنا هذا حيث صار للدول شبكات من المخابرات والجواسيس المنظمين والمجندين لصالحها ...
وقد كتب المعاصرون أبحاثاً عديدة عنه، ومن أفضل الدراسات كتاب " المعلم في قتل الجاسوس المسلم "
ومنها أحكام التجسس في الشريعة الإسلامية للباحث: محمد راكان الدغمي وهو رسالة جامعية من الأزهر
وقد سرت فيه وفق المباحث التالية:
المبحث الأول=النهي عن التجسس في القرآن والسنة
المبحث الثاني=الأحكام الفقهية للتجسس