حتى يكونوا فرسانًا في مختلف الميادين، وإن كانوا رهبانا لربهم في المحاريب، وحتى يحققوا الصورة الرائعة للأمة التي يذكرها القرآن بقوله: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا} 1.
ورضوان الله على الإمام علي يوم طالب ابنه بأن يكون في الميدان صورة للشاب المسلم القوي الفتى فقال له: "يا بني تزول الجبال ولا تزلّ، عض على ناجذك، أعر الله جمجمتك، تد "ثَبِّتْ" في الأرض قدمك. ارم ببصرك أقصى القوم وغض بصرك، وأعلم أن النصر من عند الله سبحانه".
وهل يطيق ذلك إلا فتى تربى تربية مؤمنة تجعله عليما بالفروسية، خبيرا بالفتوة، صبورا عند اللقاء، مقداما في حومة الهيجاء؟!..
يا أتباع محمد عليه الصلاة والسلام..
إن أولادكم أمانات من الله في أيديكم، فأحسنوا صيانة هذه الأمانات ورعايتها، وبدلا من أن جعلوهم يتخذون قدوتهم من مخانيث الغرب وممثلي المسرح والسينما، اجعلوا قدوتهم من أمثال عمرو، وعلي، وأبو عبيدة، وخالد، وأسامة، والمثني، وطارق، وعمر بن عبد العزيز فأولئك أعلام الإسلام الذين زانوا الدنيا وسموا لقيمة الحياة، وإنما يصلح أمر هذه الأمة بما صلح به أولها من الإيمان بالله والاعتزاز به، والتطهر في هذه الحياة، وسبحان من لو شاء لهدانا جميعا إلى سواء السبيل: {وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي أَنْتُمْ بِهِ مُؤْمِنُون} 2.