الخصائص (صفحة 991)

منه بدلا، ولا عنه معدلا ألا تراهم كيف يدخلون تحت قبح الضرورة مع قدرتهم على تركها، ليعدوها لوقت الحاجة إليها. فمن1 ذلك قوله2:

قد أصبحت أم الخيار تدعى ... على ذنبًا كله لم أصنع

أفلا3 تراه كيف دخل تحت ضرورة الرفع، ولو نصب لحفظ الوزن وحمى جانب الإعراب من الضعف. وكذلك قوله 4:

لم تتلفع بفضل مئزرها ... دعدٌ ولم تغذ دعد في العلب

كذا5 الرواية بصرف "دعد" الأولى، ولو لم يصرفها لما كسر وزنا وأمن الضرورة أو ضعف إحدى اللغتين. وكذلك قوله:

أبيت على معاري فاخرات ... بهن ملوب كدم العباط6

هكذا أنشده: على معاري بإجراء المعتل مجرى الصحيح ضرورة، ولو أنشد: على معارٍ فاخرات لما كسر وزنا ولا احتمل ضرورة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015