الخصائص (صفحة 878)

فكما1 لا يشك2 في3 أن كلامه ههنا خرج مخرج الشك لما فيه من عذوبته وظرف مذهبه, فكذلك ينبغي أن يكون قوله: أو أنت في العين أملح "أو" فيه باقية في موضعها وعلى شكلها.

وبعد فهذا مذهب الشعراء: أن يظهروا في هذا ونحوه شكًّا وتخالجًا4 ليروا قوة الشبه واستتكام الشبهة, ولا يقطعوا قطع اليقين البتة فينسبوا بذلك إلى الإفراط وغلوّ الأشطاط, وإن كانوا هم ومن بحضرتهم5 ومن يقرأ من6 بعد أشعارهم يعلمون أن لا حيرة هناك ولا شبهة, ولكن "كذا خرج"7 الكلام على الإحاطة بمحصول الحال.

وقال أيضًا:

ذكرتك أن مرت بنا أم شادن ... أمام المطايا تشرئب وتسنح8

وقال الآخر 9:

أقول لظبي يرتعي وسط روضة ... أأنت أخو ليلى فقال يقال

وما أحسن ما جاء به الطائي الصغير "في قوله"10:

عارضننا أصلًا فقلنا الربرب ... حتى أضاء الأقحوان الأشنب11

طور بواسطة نورين ميديا © 2015