الخصائص (صفحة 72)

فإن العرب قد تقف على العروض نحوًا من وقوفها على الضرب, أعني مخالفة ذلك لوقف1 الكلام المنثور غير الموزون؛ ألا ترى إلى قوله أيضًا:

فأضحى يسح الماء حول كتيفتن

فوقف بالتنوين خلافًا على الوقف2 في غير الشعر. فإن قلت: فأقصى3 حال قوله "كتيفتن " -إذ ليست قافية- أن تجري مجرى القافية في الوقف عليها وأنت ترى الرواة أكثرهم على إطلاق هذه القصيدة ونحوها بحرف اللين للوصل, نحو قوله: ومنزلي, وحوملي, وشمألي, ومحملي, فقوله " كتيفتن " ليس على وقف الكلام ولا وقف القافية قيل: الأمر على ما ذكرت من خلافه له؛ غير أن هذا أيضًا أمر يخص المنظوم دون المنثور؛ لاستمرار ذلك عنهم؛ ألا ترى إلى قوله4:

أني اهتديت لتسليم على دِمنن ... بالغمز غيرهن الأعصر الأولو5

وقوله 6:

كأن حدوج المالكية غُدوتن ... خلايا سفين بالنواصف من دَدي

وقوله:

فمضى وقدمها وكان عادتن ... منه إذا هي عردت إقدامها7

طور بواسطة نورين ميديا © 2015