الخصائص (صفحة 472)

يا ليت شعري عنك -والأمر أمم ... ما فعل اليوم أويس في الغنم1

فأمَّا ما يتعلق به "من " فإن شئت علقته بنفس أوسًا, ولم يعتدد2 بالنداء فاصلًا لكثرته في الكلام وكونه معترضًا به للتسديد, كما ذكرنا من هذا الطرز3 في باب الاعتراض في قوله:

يا عمر الخير جزيت الجنه ... اكس بُنَيَّاتي وأمّهُنّه4

أو يا -أبا حفص- لأمضينه

فاعترض بالنداء بين "أو" والفعل, وإن شئت علقته بمحذوف يدل عليه "أوسًا", فكأنه قال: أؤوسك من الهبالة, أي: أعطيك من5 الهبالة. وإن شئت جعلت حرف الجر هذا وصفًا لأوسًا, فعلقته بمحذوف وضمَّنته ضمير الموصوف.

ومن المقلوب قولهم: امضحلَّ وهو مقلوب6 عن اضمحلَّ, ألا ترى أن المصدر إنما هو على اضمحلَّ وهو الاضمحلال, ولا يقولون: امضحلا. وكذلك قولهم: اكفهرَّ واكرهفَّ, الثاني مقلوب عن الأول؛ لأن التصرف "على اكفهرَّ وقع"7، ومصدره الاكفهرار, ولم يمرر بنا الأكرهفاف, قال النابغة:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015