فغير منكر أن يخرج1 واحدها أصله, كما خرج واحد الآباء على أصله، وذلك قولهم: هذا أبًا ورأيت أبًا ومررت بأبًا. وروينا عن محمد بن الحسن عن أحمد بن يحيى قال 2: يقال هذا أبوك وهذا أباك وهذا أبُك؛ فمن قال: هذا أبوك أو أباك فتثنيته أبوان ومن قال هذا أبك فتثنيته أبان وأبوان. وأنشد:
سوى أبك الأدنى وإن محمدا ... على كل عال يابن عم محمد
وأنشد أبو علي عن أبي الحسن:
تقول ابنتي لما رأتني شاحبا ... كأنك فينا يا أبات غريب3
قال: فهذا تأنيث أبا وإذا كان كذلك جاز جوازًا حسنًا أن يكون قولهم: لا أبا لك "أبا " منه اسم مقصور كما كان ذلك في "أخالك " ويحسنه أنك إذا حملت الكلام عليه جعلت له خبرًا ولم يكن في الكلام فصل بين المضاف والمضاف إليه بحرف الجر؛ غير أنه يؤنس بمعنى إرادة الإضافة قول الفرزدق:
ظلمت ولكن لا يدي لك بالظلم4
فلهذا جوزناهما جميعًا.
وروينا لمعن بن أوس:
وفيهن والأيام يعثرن بالفتى ... نوادب لا يمللنه ونوائح5