الخصائص (صفحة 341)

وإنما الصواب مزاود, ومصاوب, ومناور؛ قال:

يصاحب الشيطان من يصاحبه ... فهو أذيٌّ1 جمةٌ مصاوبه

ومن ذلك قولهم في غير الضرورة: ضبب البلد: كثرة ضبابه 2. وألل السقاء: تغيرت ريحه. ولححت عينه: التصقت, ومششت3 الدابة. وقالوا: إن الفكاهة مقودة إلى الأذى. وقرأ بعضهم4 {لَمَثُوبَةٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ خَيْرٌ} وقالوا: كثرة الشراب مبولة وكثرة الأكل منومة وهذا شيء مطيبة للنفس وهذا طريق مهيع إلى غير ذلك مما جاء في السعة ومع غير الضرورة. وإنما صوابه: لحت عينه وضب البلد وألَّ السقاء ومشَّت الدابة ومقادة إلى الأذى, ومثابة, ومبالة, ومنامة, ومطابة, ومهاع.

فإذا جاز هذا للعرب عن غير حصر5 ولا ضرورة قول كان استعمال الضرورة في الشعر للمولدين أسهل، وهم فيه أعذر.

فأما ما يأتي عن العرب لحنًا فلا نعذر في مثله مولدًا.

فمن ذلك بيت الكتاب 6:

وما مثله في الناس إلا مملكًا ... أبو أمه حي أبوه يقاربه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015