الخصائص (صفحة 305)

باب في نقض المراتب إذا عرض هناك عارض:

من ذلك امتناعهم من تقديم الفاعل في نحو ضرب غلامه زيدًا. فهذا1 لم يمتنع من حيث كان الفاعل ليس رتبته التقديم وإنما امتنع لقرينة انضمت إليه، وهي

إضافة الفاعل إلى ضمير المفعول وفساد تقدم المضمر على مظهره لفظًا ومعنى. فلهذا وجب2 إذا أردت تصحيح المسئلة أن تؤخر الفاعل فتقول: ضرب زيدًا غلامه، وعليه قول الله سبحانه: {وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ} وأجمعوا3 على أن ليس بجائز ضرب غلامه زيدًا لتقدم المضمر على مظهره لفظًا ومعنى. وقالوا في قول النابغة 4:

جزى ربه عني عدي بن حاتم ... جزاء الكلاب العاويات وقد فعل

إن الهاء عائدة على5 مذكور متقدم كل ذلك لئلا يتقدم ضمير المفعول عليه مضافًا " إلى الفاعل"6 فيكون مقدمًا عليه لفظًا ومعنى. وأما أنا فأجيز7 أن تكون الهاء في قوله:

جزى ربه عني عدي بن حاتم

عائدة على "عدي" خلافًا على الجماعة.

فإن قيل: ألا تعلم أن الفاعل رتبته التقدم، والمفعول رتبته التأخر8، فقد وقع كل9 منهما الموقع الذي هو أولى به فليس لك أن تعتقد في الفاعل وقد وقع مقدمًا أن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015