الخصائص (صفحة 1229)

هذا كله إن كان مارووه -من فتح هذه التاء- صحيحا ومسموعا من فصيح يؤخذ بلغته ولم يجز أصحابنا فتح هذه التاء في الجماعة، إلا شيئا قاسه أبو عثمان، فقال: أقول: لا مسلمات لك -بفتح التاء- قال: لأن الفتحة الآن ليست لـ"مسلمات" وحدها، وإنما لها ولـ"لا" قبلها. وإنما يمتنع1 من فتح هذه التاء ما دامت الحركة في آخرها لها وحدها. فإذا2 كانت لها ولغيرها فقد زال طريق ذلك3 الحظر الذي كان عليها. وتقول على هذا: لا سمات بإبلك -بفتح4 التاء- على ما مضى. وغيره يقول: لا سمات بها -بكسر5 التاء- على كل حال. وفي هذا مسألة لأبي على -رحمه الله- طويلة حسنة.

وقال الرياشي: سمعت أبا زيد يقول: قال المنتجمع: أعمى على المريض، وقال أبو خيرة: غمى عليه. فأرسلوا إلى أم أبى خيرة، فقالت: غمى على المريض. فقال لها المنتجع: أفسدك ابنك. وكان وراقا.

وقال أبو زيد: قال منتجع: كمء واحدة وكمأة للجميع. وقال أبو خيرة: كمأة واحدة، وكمء للجميع؛ مثل تمرة وتمر، قال: فمر بهما رؤبة، فسألوه، فقال كما قال منتجع6. وقال أبو زيد: قد يقال: كمأة وكمء كما قال أبو خيرة.

وأخبرنا أبو بكر جعفر بن محمد بن الحجاج عن أبي علي بن بشر بن موسى الأسدى عن الأصمعى، قال: اختلف رجلان، فقال أحدهما: الصقر، وقال الآخر: السقر. فتراضيا بأول وارد يرد عليهما، فإذا رجل قد أقبل، فسألاه فقال: ليس كما قلت أنت ولا "كما قلت أنت"7؛ إنما هو الزقر.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015