القرشي (?)، وعبد الرحمن بن أبي نعم الكوفي (?)، وحماد بن سلمة البصري (?) رحمهم الله تعالى.
* وبلغ التلذذ بالعبادة عند بعضهم مبلغاً حتى تمنّى على الله تعالى أن يرزقه الصلاة في قبره، ليلتذّ بها في القبر كما التذّ بها في الدنيا، فهذا ثابت بن أسلم البناني البصري رحمه الله (?) يقول: ((اللَّهُمَّ إنْ كُنْت أَعْطَيْت أَحَداً الصَّلاَةَ فِي قَبْرِهِ، فَأَعْطِنِي الصَّلاَةَ فِي قَبْرِي)) (?)، فأعطاها إياه، فرآه من دفنه - وهو أبو سنان - يصلي في القبر. وأقسم آخر أنه رآه في المنام يصلي في القبر بثياب خضر (?):
يُحْيُونَ لَيْلَهُمْ بِطَاعَةِ رَبِّهِمْ ... بِتِلاوَةٍ وَتَضَرُّعٍ وَسُؤَالِ
وَعُيُونُهُمْ تَجْرِي بِفَيْضِ دُمُوعِهِمْ ... مِثْلَ انْهِمَالِ الْوَابِلِ الْهَطَّالِ
فِي اللَّيْلِ رُهْبَانٌ وَعِنْدَ جِهَادِهِمْ ... لِعَدُوِّهِمْ مِنْ أَشْجَعِ الأَبْطَالِ
بِوُجُوهِهِمْ أَثَرُ السُّجُودِ لِرَبِّهِمْ ... وَبِهَا أَشِعَةُ نُورِهِ الْمُتَلالِي (?)