أنت أم تسجع، قال: بل خابر، فلم يغزها أحدا. فلما كان آخر سنة ثمان وثلاثين، وأول سنة تسع وثلاثين، في خلافة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه، توجه الى ذلك الثغر، الحارث بن مرة العبدي، متطوعا بأذن أمير المؤمنين، فظفر وأصاب مغنما وسبيا، وقسم في يوم واحد ألف رأس. ثم انه قتل بأرض القيقان، وجميع من معه الا قليلا منهم. وكان مقتله سنة اثنتين وأربعين، والقيقان من بلاد السند مما يلي خراسان. ثم غزا ذلك الثغر المهلب بن أبي صفرة، أيام معاوية بن أبي سفيان سنة أربع وأربعين فأتى بنة والاهواز وهما بين المولتان «707» وكابل، فلقيه العدو فقاتله بمن معه فدفعهم عنه.
ثم ولى عبد الله بن عامر، في زمن معاوية، عبد الله بن سوار العبدي، ويقال ولاه معاوية من قبله ثغر الهند، فغزا القيقان فأصاب مغنما. ثم وفد على معاوية، وأهدى له خيلا قيقانية، ثم انه عاد فغزا القيقان ثانية فاستجاش الترك عليه فقتلوه «708» .
وولى يزيد بن أبي سفيان في أيامه، معاوية بن «709» سنان بن سلمة ابن المحبق الهذلي، ويقال: انه أول من أحلف الجند بالطلاق «710» ، ففتح مكران عنوة ومصرها، وأقام بها، ثم استعمل زيادة على الثغر راشد بن عمرو