ثم يلي هذا الموضع أيضا ذات اليمين ثغور الديلم، وجيلان، والببر، والطيلسان. وكان حصن قزوين يسمى بالفارسية كبشوم «53» وتفسيره [الحد المرموق] وبينه وبين الديلم جبل، ولم يزل فيه للفرس «54» مقاتلة من الاسوارية يرابطون فيه، ويدفعون الديلم اذا لم تكن بينهم هدنة ويحفظون تلك الجهة من متلصصتهم، وكانت دشتبى «55» مقسومة بين الري وهمذان، فقسم منها يدعى الرازي وقسم يدعى الهمذاني، وكانت مغازي المسلمين في أول الاسلام، دشتبى، وأبهر. وهو حصن زعموا أن بعض الاكاسرة بناه على عيون وأحوال الديلم، لم تزل مذبذبة لانه لا شريعة لهم محصلة ولا طاعة فيهم مستقرة لانهم بعد فتحهم قد نقضوا، وكفروا غير مرة وكان منهم في هذا الوقت ما كان من الامور المستفظعة، في قتل الاطفال والفجور في المساجد، وترك الصلاة، وفروض الاسلام.
ومن الثغور الكبار، ثغر الترك ولهم برية [مما يلي بلاد جرجان] «56» ولبلاد جرجان يخرجون منها وكان أهلها قد بنوا عليها حائطا من آجر تحصنا من غاراتهم الى أن غلبت عليهم الترك وملك أرضها ملك منهم يدعى «57» (صول) ثم فتحها المسلمون ومعظم الترك في الثغر الذي بخراسان ويسمى نوشجان وهو وراء سمرقند في المشرق بنحو ستين فرسخا نحو الشاس وفرغانة، وهو أوائل مسالح الخرلنجية الى حد كمياك «58» . ومن هذا الثغر