والقطع المسمى اتينة من هذه القطوع الثلاثة، يأخذ مما يلي الطول من المشرق الى المغرب، منحرفا الى جهة الشمال، والقطع المسمى لوبية، يأخذ من الثلث الثاني قريب من الثلثين مساويا بحر أتينة «13» في العرض من الجنوب الى الشمال الى قدر الثلثين من العرض، والباقي للقطع المسمى باروقى وجميع ذلك، فمقداره من جملة مساحة نصف السدس وشيء يسير، لانه لما كان الحول من المشرق الى المغرب مائة وثمانين جزءا، وهو نصف دورة الارض، ووجدت العمارة من خط الاستواء الذي هو غاية الجنوب، انما هو مبلغ ثلاثة وستين جزءا من جهة الشمال، وكان ضرب مائة وثمانين الذي هو النصف في ستين الذي هو السدس [ونصف السدس] «14» وقسط الزيادة من مضروب النيف الذي على السدس في النصف الذي يظن يأخذ العشر الجزء من الارض الباقية بعد نصف السدس المعمورة أكثرها ان تجاوز ما بار نصف السدس من الجهة الجنوبية الذي يكون الشمس من المجرى عليه مثل ما لها في المجرى من الجهة الشمالية انه عامر كعمارة ما عندنا والله أعلم، اذا كان وصول من في هذه الجهة الى تلك، ومن في تلك الى هذه متعذرا من ناحيتي الشمال والجنوب فلما بيناه من حال البرد في الشمال والحر في الجنوب.

وأما من جهة المشرق «15» والمغرب، فليس لعلة ظاهرة لانه ليس يوجد مانع يمنع من النفاذ على الخطوط الموازية لمعدل النهار، في المواضع المغمورة ظاهرا وباطنا، الا انه لم نجد مخبرا يخبر بوصوله الى تلك المواضع ولا رآه راي العين ولعل العائق عن ذلك والمانع منه أحوال أرضية ومن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015