قال قدامة بن جعفر: ما ينبغي لمن يرشح نفسه من الكتابة للرئاسة العالية، أن لا يكون «1» جاهلا بأمر الاراضي ووضعها ونخيل اقطارها وعلم غامرها وما لا يبلغه العمران منها ومعرفة ثغور الاسلام، وأحوال الاجبال والامم المطيفة بالمملكة التي يريد تدبيرها. وقد كنا وعدنا في صدر كتابنا، الكلام في هذه الامور، وذكر ما يحتاج اليه منها، من كان ضابطا للترتيب الذي رتبنا عليه، أسباب الكتابة ولم يلزم المزيد «2» لبلوغ الغاية القصوى منها أن يكون ما هو فيه علم. ان هذا موضع الكلام في أمر الاراضي وأحوالها، وينبغي أن نبين الان من ذلك ما يجب تبينه بعون الله.