أَنْشَدَنَا الإِمَامُ أَبُو عُبَيْدٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ لِنَفْسِهِ بِدُوَيْرَةِ السُّمَيْطِيِّ عَلَى بَابِ جَامِعِ دِمَشْقَ:
تَمَنَّيْتُ شَيْخًا لِلطَّرِيقَةِ سَالِكًا ... وَحُرًّا فَقِيهًا بِالشَّرِيعَةِ مُصْدِرَا
فَلَمْ أَرَ فِي الْعُبَّادِ إِلا مُدَلِّسًا ... وَلَمْ أَرَ فِي الزُّهَّادِ إِلا مُزَوِّرَا
وَلا عَالِمًا إِلا حَرِيصًا مُدَاهِنًا حَسُودًا حَقُودًا لِلْحُطَامِ مُكَثِّرَا
وَإِنْ كَانَ فِيهِمْ وَاحِدٌ بِخِلافِهِمْ ... فَنَادِرَةٌ فِي وَقْتِنَا وَهُوَ لا يُرَى
فَمَا الْعِلْمِ قَوْلٌ بِاللِّسَانِ وَمَنْطِقٌ ... وَلا الْفَقْرُ جَهْلٌ وَالْجُلُوسُ عَلَى الثَّرَى.
وَأَنْشَدَنَا أَيْضًا , قَالَ: أَنْشَدَنَا شَيْخُنَا الإِمَامُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ الْحَسَنِ الرَّازِيُّ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ الْخَطِيبِ لِنَفْسِهِ:
نِهَايَةُ أَوْرَامِ الْعُقُولِ عِقَالُ ... وَأَكْثَرُ سَعْيِ الْعَالَمِينَ ضَلالُ
وَأَرْوَاحُنَا فِي غَفْلَةٍ مِنْ جُسُومِنَا ... وَحَاصِلُ دُنْيَانَا أَذًى وَوَبَالُ
وَلَمْ نَسْتَفِدْ مِنْ بَحْثِنَا طُولَ عُمْرِنَا ... سِوَى أَنْ جَمَعْنَا فِيهِ قِيلَ وَقَالُوا
وَكَمْ قَدْ رَأَيْنَا مِنْ رِجَالٍ وَدَوْلَةٍ ... فَبَادُوا جَمِيعًا مُسْرِعِينَ وَزَالُوا
وَكَمْ مِنْ جِبَالٍ قَدْ عَلَتْ شُرُفَاتِهَا ... رِجَالٌ فَزَالُوا وَالْجِبَالُ خَبَالُ
ذَكَرَ لِي هَذَا الشَّيْخُ أَنَّهُ سَمِعَ مُوَطَّأَ أَبِي مُصْعَبِ بْنِ الْمُؤَيَّدِ الطُّوسِيِّ بِنَيْسَابُورَ، وَكَانَ ثِقَةً فَقِيهًا عَالِمًا , وُلِدَ بِمَرْوَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسَبْعِينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ تَقْرِيبًا.