، قَالَ الشَّيْخُ كَمَالُ الدِّينِ الزَّمْلَكَانِيُّ فِي حَقِّهِ: مِنَ الصُّدُورِ وَالأَعْيَانِ وَأَرْبَابِ الْبُيُوتِ الْكَبِيرَةِ بِدِمَشْقَ، خَدَمَ فِي الدُّورِ وَصَحِبَ الأَكَابِرَ، وَتَرَقَّتْ بِهِ الْحَالُ إِلَى أَنْ تَفَرَّدَ بِالصَّدَارَةِ وَالرِّئَاسَةِ فِي بَلَدِهِ، وَتَقَدَّمَ عَلَى أَعْيَانِهَا، وَكَانَ مُتَجَمِّلا، يُفْنِي مَالَهُ عَلَى قِيَامِ جَاهِهِ، انْتَهَى.
وَلِيَ نَظَرَ الْخَاصِّ، وَالْوِكَالَةَ بِدِمَشْقَ، ثُمَّ وَلِيَ الْوِزَارَةَ بِهَا فِي أَوَاخِرِ سَنَةِ عَشْرٍ وَسَبْعِ مِائَةٍ، فَبَاشَرَهَا أَقَلَّ مِنْ نِصْفِ سَنَةٍ، ثُمَّ انْفَصَلَ عَنْهَا، وَاسْتَمَرَّ عَلَى عَادَتِهِ فِي رِئَاسَتِهِ إِلَى أَنْ مَاتَ فِي سَادِسِ ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ وَسَبْعِ مِائَةٍ، وَمَوْلِدُهُ سَنَةَ تِسْعٍ وَأَرْبَعِينَ، وَقِيلَ: سَنَةَ سِتٍّ وَأَرْبَعِينَ وَسِتِّ مِائَةٍ، سَمِعَ مِنَ ابْنِ عَبْدِ الدَّائِمِ أَمَالِيَ ابْنِ مَلَّةَ، وَمِنَ الْمِقْدَادِ الْعَنْسِيِّ الأَرْبَعِينَ لِلْحَاكِمِ، وَمِنْ مُحَمَّدٍ وَيَحْيَى ابْنَيْ تَمَّامٍ سُبَاعِيَّاتِ ابْنِ مُلاعِبٍ، وَالْمُسْلِمِ بْنِ عَلانَ، وَغَيْرِهِ جُزْءَ الأَنْصَارِيِّ، وَأَجَازَ لَهُ عُثْمَانُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ خَطِيبِ الْقَرَافَةِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَرَكَاتٍ الْخُشُوعِيُّ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ الْكَفَرْطَابِيُّ، وَأَبُو عَلِيٍّ الْبَكْرِيُّ، وَالْفَقِيهُ النُونِينِيُّ وَجَمَاعَةٌ.