الحيوان (صفحة 99)

الجنّ، وذهبوا إلى الحديث: أنهم إنما كرهوا الصلاة في أعطان الإبل لأنها خلقت من أعناق الشياطين «1» فجعلوا المثل والمجاز على غير جهته. وقال ابن ميّادة: [من الطويل]

فلما أتاني ما تقول محارب ... تغنّت شياطين وجنّ جنونها «2»

قال الأصمعي المأثور من السيوف الذي يقال: إنّ الجنّ عملته «3» .

120-[القول في الشيطان]

وهم يسمّون الكبر والخنزوانة والنّعرة التي تضاف إلى أنف المتكبّر شيطانا، قال عمر: حتّى أنزع شيطانه، كما قال: «حتى أنزع النّعرة التي في أنفه» «4» . ويسمّون الحيّة إذا كانت داهية منها شيطانا، وهو قولهم: شيطان الحماطة «5» . قال الشاعر:

[من الطويل]

تعالج مثنى حضرميّ كأنه ... تعمّج شيطان بذي خروع قفر «6»

شبّه الزّمام بالحيّة. وعلى مثل ذلك قال الشاعر: [من الطويل]

شناحية فيها شناح كأنها ... حباب بكف الشأو من أسطع حشر «7»

والحباب: الحية الذكر، وكذلك الأيم «8» . وقد نهي عن الصلاة عند غيبوبة الشمس، وعند طلوع القرص إلى أن يتتامّ ذلك. وفي الحديث: «إنّها تطلع بين قرني شيطان» «9» .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015