الحيوان (صفحة 965)

وقال بعض طبقات الفقهاء، ممن يشتهي أن يكون عند الناس متكلما: ما ذقت اليوم ذواقا على وجه من الوجوه، ولا على معنى من المعاني، ولا على سبب من الأسباب، ولا على جهة من الجهات، ولا على لون من الألوان.

وهذا من عجيب الكلام! قال: ويقول الرجل لوكيله: ايت فلانا فذق ما عنده وقال شمّاخ بن ضرار [1] : [من الطويل]

فذاق فأعطته من اللّين جانبا ... كفى، ولها أن يغرق السهم حاجز

وقال ابن مقبل [2] : [من البسيط]

أو كاهتزاز ردينيّ تذاوقه ... أيدي التّجار فزادوا متنه لينا [3]

وقال نهشل بن حرّيّ [4] : [من الوافر]

وعهد الغانيات كعهد قين ... ونت عنه الجعائل مستذاق [5]

الجعائل: من الجعل.

وتجاوزوا ذلك إلى أن قال يزيد بن الصّعق، لبني سليم حين صنعوا بسيّدهم العباس ما صنعوا. وقد كانوا توّجوه وملّكوه، فلما خالفهم في بعض الأمر وثبوا عليه، وكان سبب ذلك قلة رهطه. وقال يزيد بن الصّعق [6] : [من الوافر]

وإن الله ذاق حلوم قيس ... فلما ذاق خفّتها قلاها

طور بواسطة نورين ميديا © 2015