الوبر، وإنما بعثهم من أهل القرى، وسكّان المدن [1] .
وقال خليد عينين [2] : [من الطويل]
وأي نبيّ كان في غير قومه ... وهل كان حكم الله إلّا مع النّخل
وأنشدوا [3] : [من الوافر]
كنار الحرّتين لها زفير ... يصمّ مسامع الرّجل السّميع
وما زال النّاس كافّة، والأمم قاطبة- حتى جاء الله بالحقّ- مولعين بتعظيم النّار؛ حتى ضلّ كثير من النّاس لإفراطهم فيها، أنهم يعبدونها [4] .
فأما النار العلويّة، كالشمس والكواكب، فقد عبدت البتّة. قال الله تعالى:
وَجَدْتُها وَقَوْمَها يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ
[5] .
وقد يجيء في الأثر وفي سنّة بعض الأنبياء، تعظيمها على جهة التعبّد والمحنة، وعلى إيجاب الشكر على النّعمة بها وفيها. فيغلط لذلك كثير من النّاس، فيجوزون الحدّ، ويزعم أهل الكتاب أنّ الله تعالى أوصاهم بها، وقال: «لا تطفئوا النّيران من بيوتي» . فلذلك لا تجد الكنائس والبيع [6] ، وبيوت العبادات، إلّا وهي لا تخلو من نار أبدا، ليلا ولا نهارا؛ حتّى اتّخذت للنّيران البيوت والسّدنة. ووقفوا عليها الغلّات الكثيرة.
أبو الحسن عن مسلمة وقحدم، أنّ زيادا بعث عبد الله بن أبي بكرة، وأمره أن