الحيوان (صفحة 936)

كانوا إذا تتابعت عليهم الأزمات وركد عليهم البلاء، واشتدّ الجدب، واحتاجوا إلى الاستمطار، استجمعوا وجمعوا ما قدروا عليه من البقر، ثمّ عقدوا في أذنابها وبين عراقيبها، السّلع والعشر [1] ، ثمّ صعدوا بها في جبل وعر، وأشعلوا فيها النّيران، وضجّوا بالدّعاء والتضرّع. فكانوا يرون أنّ ذلك من أسباب الشّقيا. ولذلك قال أميّة [2] : [من الخفيف]

سنة أزمة تخيّل بالنّا ... س ترى للعضاه فيها صريرا [3]

إذ يسفّون بالدّقيق وكانوا ... قبل لا يأكلون شيئا فطيرا [4]

ويسوقون باقرا يطرد السّه ... ل مهازيل خشية أن يبورا [5]

عاقدين النّيران في شكر الأذ ... ناب عمدا كيما تهيج البحورا [6]

فاشتوت كلها فهاج عليهم ... ثمّ هاجت إلى صبير صبيرا [7]

فرآها الإله ترشم بالقط ... ر وأمسى جنابهم ممطورا [8]

فسقاها نشاصه واكف الغى ... ث منهّ إذ رادعوه الكبيرا [9]

سلع ما ومثله عشر ما ... عائل ما وعالت البنقورا [10]

طور بواسطة نورين ميديا © 2015