كانوا إذا تتابعت عليهم الأزمات وركد عليهم البلاء، واشتدّ الجدب، واحتاجوا إلى الاستمطار، استجمعوا وجمعوا ما قدروا عليه من البقر، ثمّ عقدوا في أذنابها وبين عراقيبها، السّلع والعشر [1] ، ثمّ صعدوا بها في جبل وعر، وأشعلوا فيها النّيران، وضجّوا بالدّعاء والتضرّع. فكانوا يرون أنّ ذلك من أسباب الشّقيا. ولذلك قال أميّة [2] : [من الخفيف]
سنة أزمة تخيّل بالنّا ... س ترى للعضاه فيها صريرا [3]
إذ يسفّون بالدّقيق وكانوا ... قبل لا يأكلون شيئا فطيرا [4]
ويسوقون باقرا يطرد السّه ... ل مهازيل خشية أن يبورا [5]
عاقدين النّيران في شكر الأذ ... ناب عمدا كيما تهيج البحورا [6]
فاشتوت كلها فهاج عليهم ... ثمّ هاجت إلى صبير صبيرا [7]
فرآها الإله ترشم بالقط ... ر وأمسى جنابهم ممطورا [8]
فسقاها نشاصه واكف الغى ... ث منهّ إذ رادعوه الكبيرا [9]
سلع ما ومثله عشر ما ... عائل ما وعالت البنقورا [10]