[1] وكان حمّاد عجرد، وحمّاد الرّاوية، وحمّاد بن الزّبرقان، ويونس بن هارون، وعلي بن الخليل، ويزيد بن الفيض، وعبادة وجميل بن محفوظ، وقاسم، ومطيع، ووالبة بن الحباب، وأبان بن عبد الحميد، وعمارة بن حربية، يتواصلون، وكأنهم نفس واحدة وكان بشّار ينكر عليهم.
ويونس الذي زعم حماد عجرد أنّه قد غرّ نفسه بهؤلاء، كان أشهر بهذا الرّأي منهم، وقد كان كتب كتابا لملك الرّوم في مثالب العرب، وعيوب الإسلام، بزعمه.
وذكر أبو نواس أبان بن عبد الحميد اللّاحقي، وبعض هؤلاء، ذكر إنسان يرى لهم قدرا وخطرا، في هجائيّة لأبان، وهو قوله [3] : [من المجتث]
جالست يوما أبانا ... لا درّ درّ أبان
ونحن حضر رواق ال ... أمير بالنهروان
حتّى إذا ما صلاة الأ ... أولى أتت لأذان
فقام ثمّ بها ذو ... فصاحة وبيان
فكلّ ما قال قلنا ... إلى انقضاء الأذان
فقال: كيف شهدتم ... بذا، بغير عيان؟!
لا أشهد الدّهر حتّى ... تعاين العينان!
فقلت: سبحان ربّي! ... فقال: سبحان ماني [3] !
فقلت: عيسى رسول ... فقال: من شيطان!
فقلت: موسى كليم ال ... مهيمن المنّان
فقال: ربّك ذو مق ... لة إذا ولسان!