أو كالنّعامة إذ غدت من بيتها ... ليصاغ قرناها بغير أذين
فاجتثّت الأذنان منها فانثنت ... صلماء ليست من ذوات قرون [1]
ويقولون: ذهب الغراب يتعلم مشية العصفور، فلم يتعلّمها، ونسي مشيته، فلذلك صار يحجل ولا يقفز قفزان العصفور.
والبرغوث والجرادة ذات قفز، ولا تمشي مشية لدّيك والصّقر والبازي، ولكن تمشي مشية المقيّد أو المحجّل خلقه.
قال أبو عمران الأعمى، في تحوّل قضاعة إلى قحطان عن نزار [2] : [من الطويل]
كما استوحش الحيّ المقيم ففارقوا ال ... خليط فلا عزّ الّذين تحمّلوا
كتارك يوما مشية من سجيّة ... لأخرى ففاتته فأصبح يحجل
ومن أعاجيبها أنّها مع عظم عظامها، وشدّة عدوها، لا مخّ فيها.
وفي ذلك يقول الأعلم الهذلي [3] : [من الوافر]
على حتّ البراية زمخريّ الس ... واعد ظلّ في شري طوال
يعني ظليما شبّه به عدو فرسه. والحتّ: السريع. والشّري: الحنظل. وبرايته:
قوّته على ما يبريه من السّير. والسّواعد: مجاري مخّه في العظم وكذلك مجاري عروق الضّرع، يقال لها السّواعد.
قال: ونظنّ إنّما قيل لها ذلك لأنّ بعضها يسعد بعضا، كأنّه من التّعاون أو من المواساة.