النّاس أعلمهم أنّه يلقي العصاة في نار تأكل الحجارة.
ومن الحجارة ما يتّخذه الصفّارون [1] علاة [2] دون الحديد؛ لأنّه أصبر على دقّ عظام المطارق والفطّيسات [3] .
فجوف النعامة يذيب هذا الجوهر الذي هذه صفته.
وقال ذو الرّمّة [4] : [من البسيط]
أذاك أم خاضب بالسّيّ مرتعه ... أبو ثلاثين أمسى وهو منقلب [5]
شخت الجزارة مثل البيت سائره ... من المسوح خدبّ شوقب خشب [6]
كأنّ رجليه مسماكان من عشر ... صقبان لم يتقشّر عنهما النّجب [7]
الهاه آء وتنّوم، وعقبته ... من لائح المرو، والمرعى له عقب [8]
وقال أبو النّجم [9] : [من الرجز]
والمرو يلقيه إلى أمعائه ... في سرطم ماد على التوائه [10]
يمور في الحلق على علبائه ... تمعّج الحيّة في غشائه [11]
هاد ولو حار بحوصلائه
[12] ومن زعم أنّ جوف الظّليم إنما يذيب الحجارة بقيظ الحرارة فقد أخطأ. ولكن