وقال الشّماخ، أو البعيث [1] : [من الطويل]
وأطرق إطراق الشجاع وقد جرى ... على حدّ نابيه الذّعاف المسمّم
والأجناس التي تذكر بالنّباح: الكلب، والحيّة [2] ، والظّبي إذا أسنّ، والهدهد.
وقد كتبنا ذلك مرة ثمّ.
قال أبو النّجم [3] : [من الرجز]
والأسد قد تسمع من زئيرها ... وباتت الأفعى على محفورها
تأسيرها يحتكّ في تأسيرها ... مرّ الرّحى تجري على شعيرها [4]
كرعدة الجراء أو هديرها ... تضرّم القصباء في تنّورها
توقّر النّفس على توقيرها ... تعلّم الأشياء في تنقيرها
في عاجل النفس وفي تأخيرها
وسنذكر مسألة وجوابها. وذلك أنّ ناسا زعموا أنّ جميع الحيوان على أربعة أقسام. شيء يطير، وشيء يمشي، وشيء يعوم، وشيء ينساح.
وقد قال الله عزّ وجلّ: وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ ماءٍ، فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى بَطْنِهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى رِجْلَيْنِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى أَرْبَعٍ، يَخْلُقُ اللَّهُ ما يَشاءُ
[5] .
وقد وضع الكلام على قسمة أجناس الحيوان، وعلى تصنيف ضروب الخلق، ثمّ قصّر عن الشيء الذي وضع عليه كلامه، فلم يذكر ما يطير وما يعوم، ثمّ جعل ما ينساح، مثل الحيّات والدّيدان، ممّا يمشي؛ والمشي لا يكون إلّا برجل، كما أنّ العضّ لا يكون إلا بفم، والرّمح لا يكون إلّا بحافر؛ وذكر ما يمشي على أربع، وهاهنا