وأكثر ما يذكرون من الحيات بأسمائها دون صفاتها: الأفعى، والأسود، والشجاع، والأرقم. قال عمر بن لجأ [1] : [من الرجز]
يلزق بالصّخر لزوق الأرقم
وقال آخر [2] : [من الطويل]
ورفّع أولى القوم وقع خرادل ... ووقع نبال مثل وقع الأساود
وفي بعض كتب الأنبياء، أنّ الله تبارك وتعالى قال لبني إسرائيل: «يا أولاد الأفاعي» .
ويقال: «رماه الله بأفعى حارية» [3] وهي التي تحري، وكلما كبرت في السن صغرت في الجسم. وأنشد الأصمعيّ في شدّة اسوداد أسود سالخ: [من الرجز]
مهرّت الأشداق عود قد كمل ... كأنما قيّظ من ليط جعل
وقال جرير في صفة عروق بطن الشّبعان [4] : [من الطويل]
وأعور من نبهان أمّا نهاره ... فأعمى، وأمّا ليله فبصير
رفعت له مشبوبة يلتوي بها ... يكاد سناها في السماء يطير
فلما استوى جنباه لاعب ظلّه ... عريض أفاعي الحالبين ضرير
قال: ويقال: «أبصر من حيّة» [5] ، كما يقال: «أسمع من فرس» [6] ، و «أسمع من عقاب» [7] . وقال الراجز: [من الرجز]
أسمع من فرخ العقاب الأشجع