وكذلك يشبه النّمّام، والمداخل، والدّسيس، بالقنفذ، لخروجه بالليل دون النهار، ولاحتياله للأفاعي. قال عبدة بن الطبيب [1] : [من الكامل]
اعصوا الذي يلقي القنافذ بينكم ... متنصّحا وهو السّمام الأنقع
يزجي عقاربه ليبعث بينكم ... حربا كما بعث العروق الأخدع [2]
حرّان لا يشفي غليل فؤاده ... عسل بماء في الإناء مشعشع [3]
لا تأمنوا قوما يشب صبيهم ... بين القوابل بالعداوة ينشع [4]
وهذا البيت الآخر يضم إلى قول مجنون بني عامر [5] : [من الطويل]
أتاني هواها قبل أن أعرف الهوى ... فصادف قلبا خاليا فتمكنا
ويضم إليه قول ابن أود: «الطينة تقبل الطبائع ما كانت ليّنة» .
ثم قال عبدة بن الطّبيب [6] ، في صلة الأبيات التي ذكر فيها القنفذ والنّميمة:
[من الكامل]
إنّ الذين ترونهم خلّانكم ... يشفي صداع رؤوسهم أن تصرعوا
قوم إذا دمس الظّلام عليهم ... جذعوا قنافذ بالنميمة تمزع
وهذا الشعر من غرر الأشعار. وهو ممّا يحفظ.
وقال الأوديّ [7] : [من البسيط]
كقنفذ القنّ لا تخفى مدارجه ... خبّ إذا نام عنه الناس لم ينم [8]