الحيوان (صفحة 737)

وقال آخر [1] : [من الخفيف]

نعم جار الخنزيرة المرضع الغر ... ثى إذا ما غدا، أبو كلثوم

طاويا قد أصاب عند صديق ... من ثريد ملبّد مأدوم

ثمّ أنحى بجعره حاجب الشّم ... س فألقى كالمعلف المهدوم

993-[جرير والحضرمي]

وقال أبو الحسن: وفد جرير على هشام، فقال الحضرمي: أيّكم يشتمه؟

فقالوا: ما أحد يقدم عليه! قال: فأنا أشتمه ويرضى ويضحك! قال: فقام إليه فقال:

أنت جرير؟ قال: نعم. قال: فلا قرّب الله دارك ولا حيّا مزارك! يا كلب! فجعل جرير ينتفخ، ثمّ قال له: رضيت في شرفك وفضلك وعفافك أن تهاجي القرد العاجز؟! يعني الفرزدق. فضحك.

فحدّث صديق لي أبا الصّلع السّنديّ بهذا الحديث، قال: فشعري أعجب من هذا لأني شتمت البخلاء، فشتمت نفسي بأشدّ ممّا شتمتهم. فقال: وما هو؟ قال قولي: [من مجزوء الرمل]

لا ترى بيت هجاء ... أبدا يسمع منّي

الهجا أرفع ممّن ... قدره يصغر عنّي

994-[احتيال بعض الناس]

قال أبو الحسن: كان واحد يسخر بالنّاس، ويدّعي أنّه يرقي من الضّرس إذا ضرب على صاحبه. فكان إذا أتاه من يشتكي ضرسه قال له إذا رقاه: إيّاك أن تذكر إذا صرت إلى فراشك القرد؛ فإنّك إن ذكرته بطلت الرّقية! فكان- إذا آوى إلى فراشه- أوّل شيء يخطر على باله ذكر القرد، ويبيت على حاله من ذلك الوجع، فيغدو إلى الذي رقاه فيقول له: كيف كنت البارحة؟ فيقول: بتّ وجعا! فيقول: لعلّك ذكرت القرد! فيقول: نعم! فيقول: من ثمّ لم تنتفع بالرّقية!

995-[شعر لبعض ظرفاء الكوفيين]

وقال بعض ظرفاء الكوفيّين [1] : [من الوافر]

فإن يشرب أبو فرّوخ أشرب ... وإن كانت معتّقة عقارا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015