خشية الله وأنّي رجل ... إنما ذكري كنار بقبل
وقال الرّاجز- وهو يهجو بعضهم بالفسولة، وبكثرة الأكل، وعظم حجم النّجو [1]-:
بات يعشّي وحده ألفي جعل
وقال عنترة [2] : [من الوافر]
إذا لاقيت جمع بني أبان ... فإني لائم للجعد لاحي
كسوت الجعد جعد بني أبان ... ردائي بعد عري وافتضاح
ثم شبّهه بالجعل فقال:
كأنّ مؤشر العضدين جحلا ... هدوجا بين أقلبة ملاح [3]
تضمن نعمتي فغدا عليها ... بكورا أو تهجّر في الرّواح
وقال الشمّاخ [4] : [من الطويل]
وإن يلقيا شأوا بأرض هوى له ... مفرّض أطراف الذّراعين أفلج
والشأو هاهنا: الرّوث، كأنه كثره حتّى ألحقه بالشأو الذي يخرج من البئر، كما يقول أحدهم إذا أراد أن ينقي البئر: أخرج من تلك البئر شأوا أو شأوين، يعني من التراب الذي قد سقط فيها، وهو شيء كهيئة الزّبيل الصّغير.
والشاو: الطّلق. والشأو: الفوت.
والمفرّض الأفلج الذي عنى، هو الجعل، لأنّ الجعل في قوائمه تحزيز، وفيها تفريج.
وللجعل جناحان لا يكادان يريان إلّا عند الطّيران، لشّدة سوادهما، وشبههما بجلده، ولشدّة تمكنهما في ظهره.