وقال ابن عرفطة [1] : [من الطويل]
ليهنيك بغض للصّديق وظنّة ... وتحديثك الشّيء الذي أنت كاذبه
وأنّك مشنوء إلى كلّ صاحب ... بلاك، ومثل الشر يكره جانبه
وإنّك مهداء الخنا نطف النّثا ... شديد السّباب رافع الصّوت غالبه
وقال النّابغة الجعدي [2] : [من المتقارب]
أبى لي البلاء وأنّي امرؤ ... إذا ما تبيّنت لم أرتب
وليس يريد أنّه في حال تبيّنه غير مرتاب، وإنّما يعني أنّ بصيرته لا تتغيّر وقال ابن الجهم، ذات يوم: أنا لا أشكّ! قال له المكيّ: وأنا لا أكاد أوقن! وقال طرفة [3] : [من الطويل]
وكرّي إذا نادى المضاف محنّبا ... كسيد الغضى في الطّخية المتورّد [4]
وتقصير يوم الدّجن والدّجن معجب ... ببهكنة تحت الخباء الممدّد [5]
أرى قبر نحّام بخيل بماله ... كقبر غويّ في البطالة مفسد [6]
لعمرك إنّ الموت ما أخطأ الفتى ... لكالطّول المرخى وثنياه باليد [7]
أرى الموت أعداد النّفوس ولا أرى ... بعيدا غدا، ما أقرب اليوم من غد [8]
وظلم ذوي القربى أشد مضاضة ... على المرء من وقع الحسام المهنّد
وفي كثرة الأيدي عن الظلم زاجر ... إذا خطرت أيدي الرّجال بمشهد