قرحة سقط عليها، ونقره وأكله، حتّى يبلغ الدّايات. قال الشاعر [1] : [من الطويل]
نجيبة قرم شادها القتّ والنّوى ... بيثرب حتى نيّها متظاهر [2]
فقلت لها سيري فما بك علّة ... سنامك ملموم ونابك فاطر [3]
فمثلك أو خيرا تركت رذيّة ... تقلّب عينيها إذا مرّ طائر [4]
ومثله قول الرّاعي: [من الطويل]
فلو كنت معذورا بنصرك طيّرت ... صقوري غربان البعير المقيد
هذا البيت لعنترة، في قصيدة له. ضرب ذلك مثلا للبعير المقيّد ذي الدّبر، إذا وقعت عليه الغربان.
وإذا كان بظهر البعير دبرة غرزوا في سنامه إمّا قوادم ريش أسود وإمّا خرقا سودا، لتفزع الغربان منه، ولا تسقط عليه. قال الشاعر، وهو ذو الخرق الطّهوي [5] : [من البسيط]
لما رأت إبلي حطت حمولتها ... هزلى عجافا عليها الرّيش والخرق [6]
قالت ألا تبتغي عيشا نعيش به ... عمّا نلاقي، فشرّ العيشة الرّنق
الرّنق، بالرّاء المهملة، وبالنون، هو الكدر غير الصافي.
وقال آخر: [من البسيط]
كأنّها ريشة في غارب جرز ... في حيثما صرفته الرّيح ينصرف