الحيوان (صفحة 633)

هوت بي إلى حبها نظرة ... هويّ الفراشة للجاحم

وقال آخر [1] : [من الوافر]

كأنّ مشافر النّجدات منها ... إذا ما مسّها قمع الذّباب

بأيدي مأتم متساعدات ... نعال السّبت أو عذب الثّياب

827-[كراع الأرنب]

وقال بعض الشعراء [2] ، يهجو حارثة بن بدر الغدانيّ: [من الكامل]

زعمت غدانة أنّ فيها سيّدا ... ضخما يواريه جناح الجندب

وزعم ناس أنّه قال: [من الكامل]

يرويه ما يروي الذّباب فينتشي ... سكرا، وتشبعه كراع الأرنب [3]

قالوا: لا يجوز أن يقول: «يرويه ما يروي الذباب» و «يواريه جناح الجندب» ثم يقول: «ويشبعه كراع الأرنب» .

وإنما [4] ذكر كراع الأرنب؛ لأنّ يد الأرنب قصيرة، ولذلك تسرع في الصّعود، ولا يلحقها من الكلاب إلّا كلّ قصير اليد. وذلك محمود من الكلب. والفرس توصف بقصر الذّراع.

828-[قصة في الهرب من الذّباب]

وحدّثني الحسن بن إبراهيم العلويّ قال: مررت بخالي، وإذا هو وحده يضحك، فأنكرت ضحكه؛ لأنّي رأيته وحده، وأنكرته، لأنّه كان رجلا زمّيتا ركينا [5] ، قليل الضحك. فسألته عن ذلك فقال: أتاني فلان يعني شيخا مدينيا- وهو مذعور فقلت له: ما وراءك؟ فقال: أنا والله هارب من بيتي! قلت ولم؟ قال: في بيتي ذباب أزرق، كلما دخلت ثار في وجهي، وطار حولي وطنّ عند أذني، فإذا وجد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015