الحيوان (صفحة 620)

قالوا: وعلى هذا المثال أعظمنا النّار والماء، وليسا بأحقّ بالتعظيم من الأرض.

وبعد فنحن ننزع الصّمامة من رؤوس الآنية التي يكون فيها بعض الشراب، فنجد هنالك من الفراش ما لم يكن عن ذكر ولا أنثى، وإنما ذلك لاستحالة بعض أجزاء الهواء وذلك الشراب إذا انضمّ عليه ذلك الوعاء. وهذا قول ذي الرمّة وتأويل شعره، حيث يقول [1] : [من الطويل]

وأبصرن أن القنع صارت نطافه ... فراشا وأنّ البقل ذاو ويابس

وكذلك كلّ ما تخلق من جمّار النّخلة وفيها، من ضروب الخلق والطّير، وأشباه الطير، وأشباه بنات وردان [2] ، والذي يسمّى بالفارسية فاذو، وكالسّوس، والقوادح [3] ، والأرضة، وبنات وردان اللاتي يخلقن من الأجذاع والخشب والحشوش. وقد نجد الأزج [4] الذي يكبس فيه اليخّ [5] بخراسان، كيف يستحيل كله ضفادع. وما الضّفدع بأدلّ على الله من الفراش.

وإنما يستحيل ذلك الثّلج إذا انفتح فيه كقدر منخر الثّور، حتّى تدخله الرّيح التي هي اللاقحة، كما قال الله عزّ وجلّ: وَأَرْسَلْنَا الرِّياحَ لَواقِحَ

[6] ، فجعلها لاقحة ولم يجعلها ملقحة.

ونجد وسط الدّهناء [7]- وهي أوسع من الدوّ [8] ومن الصّمّان [9]- وعلى ظهر مسجد الجامع في غبّ المطر من الضّفادع ما لا يحصى عدده. وليس أنّ ذلك كان عن ذكر وأنثى، ولكنّ الله خلقها تلك الساعة من طباع تلك التّربة وذلك المطر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015