ومن أصابه عض الكلب حموا وجهه من سقوط الذّبان عليه. قالوا: وهو أشدّ عليه من دبيب النّبر على البعير.
758-[النّبر]
والنّبر دويبّة إذا دبّت على البعير، تورّم، وربّما كان ذلك سبب هلاكه.
قال الشاعر [1] وهو يصف سمن إبله، وعظم أبدانها: [من الكامل]
حمر تحقّنت النّجيل كأنّما ... بجلودهنّ مدارج الأنبار [2]
[3] وليس في الأرض ذباب إلّا وهو أقرح [4] ، ولا في الأرض بعير إلّا وهو أعلم [5] ، كما أنّه ليس في الأرض ثور إلّا وهو أفطس [6] .
وفي أنّ كلّ بعير أعلم يقول عنترة [7] : [من الكامل]
وحليل غانية تركت مجدّلا ... تمكو فريصته كشدق الأعلم [8]
كأنّه قال: كشدق البعير؛ إذ كان كله بعير أعلم.
والشعراء يشبّهون الضربة بشدق البعير، ولذلك قال الشاعر [9] : [من البسيط]
كم ضربة لك تحكي فا قراسية ... من المصاعب في أشداقه شنع [10]