الحيوان (صفحة 565)

فلان أخضر البطن، فإنما يريدون أنّه حائك، لأنّ الحائك بطنه لطول التزاقه بالخشبة التي يطوى عليها الثّوب يسودّ.

وكان سبب عداوة العروضي لإبراهيم النّظام، أنّه كان يسمّيه الأخضر البطن، والأسود البطن؛ فكان يكشف بطنه للناس- يريد بذلك تكذيب أبي إسحاق- حتى قال له إسماعيل بن غزوان: إنّما يريد أنّك من أبناء الحاكة! فعاداه لذلك.

فإذا قيل أخضر النّواجذ، فإنما يريدون أنّه من أهل القرى، ممّن يأكل الكرّاث والبصل.

وإذا قيل للثّور: خاضب؛ فإنما يريدون أنّ البقل قد خضب أظلافه بالخضرة.

وإذا قيل للظليم: خاضب، فإنما يريدون حمرة وظيفيه [1] فإنهما يحمرّان في القيظ، وإذا قيل للرّجل خاضب، فإنّما يريدون الحنّاء فإذا كان خضابه بغير الحنّاء قالوا: صبغ ولا يقال خضب.

711-[الألفاظ المثناة]

ويقولون في شبيه بالباب الأوّل: الأحمران: الذهب والزعفران، والأبيضان:

الماء واللّبن، والأسودان: الماء والتمر.

ويقولون: أهلك النّساء الأحمران: الذّهب والزّعفران، وأهلك النّاس الأحامر:

الذهب، والزعفران، واللّحم، والخمر.

والجديدان: اللّيل والنهار، وهما الملوان.

والعصر: الدّهر، والعصران: صلاة الفجر وصلاة العشي، والعصران: الغداة والعشيّ، قال الشاعر [2] : [من الطويل]

وأمطله العصرين حتّى يملّني ... ويرضى بنصف الدّين والأنف راغم

ويقال: «البائعان بالخيار» [3] وإنّما هو البائع والمشتري [4] ، فدخل المبتاع في البائع.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015