فقام ابن كلثوم إلى السّيف مغضبا ... فأمسك من ندمانه بالمخنّق
وعممه عمدا على الرّأس ضربة ... بذي شطب صافي الحديدة مخفق
وقال المتلمّس [1] : [من الطويل]
على كلّهم آسى وللأصل زلفة ... فزحزح عن الأدنين أن يتصدّعوا
وقد كان إخواني كريما جوارهم ... ولكنّ أصل العود من حيث ينزع
وقال المتلمس [2] : [من الطويل]
ولو غير أخوالي أرادوا نقيضتي ... جعلت لهم فوق العرانين ميسما
وما كنت إلّا مثل قاطع كفّه ... بكفّ له أخرى فأصبح أجذما
يداه أصابت هذه حتف هذه ... فلم تجد الأخرى عليها مقدّما
فأطرق إطراق الشجاع ولو يرى ... مساغا لنابيه الشجاع لصمّما
أحارث إنا لو تساط دماؤنا ... تزايلن حتّى لا يمسّ دم دما
قال: وسألت عن قول عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه لأبي مريم الحنفي:
والله لأنا أشدّ بغضا لك من الأرض للدّم [3] ! قال: لأنّ الدّم الجاري من كلّ شيء بيّن، لا يغيض في الأرض؛ ومتى جفّ وتجلّب ففرقته رأيت مكانه أبيض [4] .
إلّا إنّ صاحب المنطق قال في كتابه في الحيوان: كذلك الدّماء، إلّا دم البعير.
وقال النّمر بن تولب [5] : [من الطويل]
إذا كنت في سعد، وأمّك منهم ... غريبا فلا تغررك أمّك من سعد